الانسان ، مصداقاً لقوله تعالى :
(( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))
خلق من قبضة من طين ، و نفخة من روح الله تعالى . و يقرر العلم الحديث أن جسم الانسان مكون من نفس العناصر التي يتكون منها طين الأرض ، مثل الأكسجين و الأيدروجين و الكربون و الحديد و الكالسيوم إلى غير ذلك من العناصر التي تتكون منها تربة الأرض
قبضة الطين هذه التي خلق منها الإنسان تتمثل في مختلف مطالب الجسم الحيوية اللازمة لحفظ بقاءه . ففي ظاهرتا الجوع و العطش مثلاً يقرر العلم الحديث أنهما أمران يرجعان في الأصل إلى التركيب البيولوجي لجسم الانسان . أيضاً النشاط الجنسي و التنفسي و الاخراج ... إلى غير ذلك من الدوافع الفطرية هي في الأصل أنشطة حيوية تتعلق أساساً بجسم الإنسان .
هذا يمثل الجانب المادي من الانسان ، أما الجانب الروحاني للانسان " نفخة من روح الله " فيتمثل في كل المعنويات التي يمارسها في حياته ، فالخير و البر و الرحمة و التعاون و الاخاء و المودة و الصدق و الأمانة و العدل و الايمان بالله تعالى و بكل المثل العليا و العمل على تحقيقها في واقع حياته ، كل ذلك سلوكيات روحانية معنوية غير مادية أي لا تدركها الحواس و لكن يستدل عليها من آثارها في الواقع المحسوس .
هذان اللونان من السلوك الانساني ( المادي و الروحي ) أهم ما يميزان النشاط البشري و هما في واقع الأمر حقيقة واضحة و مشهودة في البناء النفسي للانسان كمظهر من مظاهر الازدواج في طبيعته
من كتاب علم النفس المعاصر في ضوء الاسلام
تأليف الدكتور محمد محمود محمد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق